الكلام الذي يطرح حول تقديم طلب إعادة الكيانين في الأمم المتحدة وتسديد الاشتراكات هو كلام سطحي وقد تم تقديم تلك الطلبات من قبل البيض وتمت مخاطبة الأمم المتحدة.
ولكن الذي حصل في العام ١٩٩٠م بعد التوقيع على الوحدة تم مخاطبة الأمم المتحدة بأن الدولتين والكيانين يذوبان في كيان واحد وعلى هذا الأساس تم اعتماد الدولة الواحدة.
وفي عام ١٩٩٤م وهوى وقت مبكر عندما حدث النزاع والحرب ولم تتخذ الأمم المتحدة ومجلس الأمن أي قرار لإعادة والكيانين رُغم إعلان البيض فك الارتباط لماذا لم يتم ذلك هناك اسباب اساسية تتمثل بسيطرة الشمال على جغرافيا الجنوب وعلى القرار والثروة وتمكنها من احتواء الموقف واستقطاب جنوبيين في السلطة، ناهيك عن تلبية مصالح الدول الكبرى.
الآن الموقف تغير الجغرافيا بيد الجنوبيين وعليهم السيطرة على الثروة وتطمين المجتمع الإقليمي والدولي فيما يتعلق بمصالحه ولابد ان ينعكس ذلك في التشريعات وأهمها الإعلان الدستوري الذي يعلن فيه طبيعة النظام واحترام الحقوق والحريات ومكافحة الإرهاب والفصل بين السلطات وغيرها.
كما أن البلد مازالت تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي تكون الدولة فيه مباحة السيادة أو ناقصة وينتزع فيها القرار، وهذه مشكلة أخرى تتطلب حليف قوي بمثابة كفيل وراعي والعالم قد فوض السعودية والإمارات في أزمة اليمن، وهما في موقف صعب كون مسؤليتهما تشمل كل اليمن ولذلك يتم الدفع عبر دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وايران.
اعتقد ان القيادة الجنوبية ايضاََ في موقف صعب وهي الآن تضغط لاعطائها الضؤ الأخضر للتقدم ولو خطوة نحو استعادة الدولة وربما البداية تتمثل بحكم ذاتي في الجنوب وحكومتين شمالية وجنوبية حتى يتم الترتيب للمفاوضات الشاملة ويدخل الجنوب بوفد تفاوضي مستقل يمثل قضيته لطالما وهو مسيطر على الأرض والثروة والسلطة في الجنوب،أو أن تعلن القيادة الجنوبية فك الارتباط وهذا القرار فيه مخاطر إذا لم يكن مدعوم من دول كبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن امام القيادة تحدي وعمل صعب خلال هذه المرحلة فهل ستتمكن من الايفاء بالالتزامات وإدارة البلاد بكفاءة، اعتقد هذا مرهون بأول قرار ستتخذه القيادة بعد تحرير الوادي والصحراء والمهرة، فإذا تم الاعتماد على تدوير كوادر كانت جزء من نظام الفساد السابق فذلك يعني عدم القدرة على مكافحة الفساد مع بناء هيكل للدولة وإذا تم الاعتماد على كوادر وطنية متخصصة ونزيهة سيحدث نجاح وتلاحم بين الدولة والشعب وسيفضي إلى اعتراف سريع بالدولة واشادات اقليمية ودولية وارتياح شعبي. والمثال في حكومات الصومال واثيوبيا.
أ. د. صالح علي المرفدي