كتب / محمد عبدالله القادري
ما إن تذكر إسم عبدالرحمن البيضاني ، إلا ويصرخون ويصعقون ويرتعدون كمثل الجن والشياطين عندما يسمعون آيات الرقية.
متلبسون بجسد الثورة والجمهورية والدولة واليمن والعروبة ، والبيضاني يرعب المتلبسون بغيرهم والناطقون بألسنتهم ، ودربه ونضاله هو المكافح الفعال لأمثال هؤلاء.
مثلما شيطنوه وشتموه وافتروا عليه وهو حي ، يواصلون ديدندهم وهو ميت.
جميع أطراف الهضبة الزيدية ، إسلام سياسي ادعياء الخلافة ، إماميون أدعياء الولاية ، يساريون ادعياء القومية ، أحزاب أخرى وقوى قبلية ادعياء الجمهورية والوحدة وهم غير ذلك ، يختلفون فيما بينهم لكنهم يتفقون على شتم البيضاني والحقد عليه ، لتكتشف أن الرجل ارعبهم حياً ومينا.
ذنب الرجل أنه نادى بحقوق مناطق الشوافع ورفع الظلم عليها ، كون الإمامة منذ اثناعشر قرناً تتمركز في الهضبة الزيدية وتتجند بقبايلها وتحتمي بهم لتمارس الظلم والتسلط على مناطق الشوافع ، والتخلص من الإمامة يجب رفع الظلم عن مناطق الشوافع بالإضافة إلى أبناء مناطق الشوافع هم من قاموا بالثورة الحقيقية على الإمامة وهم جنود الثورة ، فتوجهوا للقضاء عليه وملاحقته مثلما قاموا بإغتيال وتصفيات قادة كثير من أبناء مناطق الشوافع، واتجه اعداءه الذين ركبوا موجة الثورة السبتمبرية وكانوا إماميون حتى يوم الثورة
ليتهموه بالمذهبية والمناطقية والجهوية ، تخلصوا منه ليتسنى لهم ضمانة تدوير الحكم داخل المركز المقدس الهضبة الزيدية من حق سلالي إمامي إلى حق مناطقي ، ويحافظوا على هوية الدولة الزيدية ، فأذان الصلاة الذي كان يتضمن حي على خير العمل في عهد الإمامة ، ظل في عهد الجمهورية ليتطور عبر فضائية اليمن الناطق الرسمي بإسم الجمهورية تبثه في اليوم خمس مرات من مسجد الشهداء في صنعاء ، دون احترام لمقبرة الشهداء التي بجانب الجامع وفيها تم دفن كثير من شهداء ثورة سبتمبر.
عبدالرحمن البيضاني انتبه للخطر في وقت مبكر .
لم يكن هناك جرماً عندما نادى بإنصاف الظلم الذي تعرض له أبناء مناطق الشوافع فتلك حقيقة لا غبار عليها ، ولم يكن جرماً حين قال نحن شوافع.
فنحن شوافع حنابلة سنة ولنا اخقية بالحكم والبيضاني رجل يمني من مراد وليس من قريش ، مثله مثل الفقيه سعيد الحميىري الذي ثار على الأمامة ، وهذا كرد على من يدعون أن الشوافع يؤمنون أن الحكم لقريش.
الشوافع في اليمن ذو مذهب سني حنبلي أيضاً ، ودعوة البيضاني بأحقية شوافع اليمن لإنصافهم من الظلم الذي تعرضوا له بعد قيام ثورة سبتمبر مباشرة ، كان ذلك سيؤدي لتحقيق أهداف الثورة ، والحصول على مساندة لها من المملكة ومصر ليقضي على الخلاف القائم بين المملكة ومصر في ذلك الوقت ويؤدي للتقارب بينهما ، كون الشوافع لا يعادون مكة ، وكون البيضاني ذو علاقة متينة مع مصر السبب القوي في إنجاح الثورة.
أيضاً كان هذا الأمر سيجمع بين الإسلام كدين والعروبة كوطن بشكل وسطي يجمع بين الدين والقومية ، مما يفوت الفرصة على التيارين المتناحرين داخل جسد الثورة وكلاهما يخدمان الهضبة بل ويتبعانها، فالاول يستخدم القومية التي يريدها أن تقف ضد الدين ، والثاني جماعة الإخوان التي تربد إستخدام الدين بشكل ضد الوطن.
وبالتخلص من البيضاني وواد قضية الشوافع ، تمددت تلك التيارات إلى مناطق الشوافع لتجعلها تابعة لقوى الهضبة الزيدية بشكل يشبه تبعيتها للأمامة ، مما افشل مشروع الدولة واستمر بممارسة التسلط الزيدي واعاد الإمامة بعد خمسون عاماً من قيام ثورة سبتمبر.
كان توجه القائد البيضاني وغالبية ثوار سبتمبر تحرير المناطق الشافعية من الأمامة وإقامة دولة فيها كونها بيئة ملائمة لإقامة الدولة بعكس الهضبة الزيدية التي هي بيئة غير قابلة لمشروع الدولة ، وبعد إقامة دولة قوية في مناطق الشوافع التوجه لتحرير الهضبة الزيدية من الأمامة ، وهذا ما ذكره القاضي الارياني ، ولكن توجهوا إلى صنعاء لعل وعسى يتقبلون الأمر وينجح مشروع الدولة بعد الثورة ، ولكن ما حدث كان العكس ، تم التخلص من رجال الثورة أبناء مناطق الشوافع الذين هم رجال دولة وجاءوا من بيئة قابلة للدولة وسيطر أصحاب الهضبة الزيدية وصارت العاصمة عندهم ، ليكون ذلك أحد أسباب فشل أهداف الثورة ونجاح مشروع دولة كون القادة نشئوا في بيئة غير قابلة للدولة ، والعاصمة أيضاً في بيئة غير قابلة للدولة.
وإدراك البيضاني للخطر في بداية المرحلة بعد نجاح الثورة كان توجه لإنقاذ مشروع الثورة من الفشل ومنح الحرية والإستقلال لأبناء مناطق الشوافع ليكونوا دولة لوحدهم ، فليس من المعقول أن يقوم أبناء مناطق الشوافع بثورة للتخلص من الإمامة المتسلطة عليهم قيادتها من الهضبة الزيدية وينتقلوا لجمهورية أخرى تمارس التسلط عليهم وقيادتها من الهضبة الزيدية أيضاً.
نحن في حراك وسط اليمن نحمل قضية الشوافع ونمضي على درب الزعيم القائد عبدالرحمن البيضاني ، ونقول للجميع لن تستطيعوا مصادرة قضيتنا ، ونحن أصحاب مشروع ينتصر لقضيتنا ولن نعود لتبعية الهضبة الزيدية وتسلطها.
فنحن سائرون على درب البيضاني ، ولدينا اليوم مليون بيضاني في مناطق الشوافغ بالجوف ومأرب والبيضاء وإب وتعز وتهامة
فكر عبدالرحمن البيضاني لم يمت.
#دوله_الجنوب_العربي